تُعد قضايا حضانة الأطفال في قضايا الطلاق في الإمارات، من أكثر المواضيع حساسية وتعقيدًا، إذ تتعلق بحياة ومستقبل الأطفال بعد الطلاق. تسعى القوانين الإماراتية دائمًا إلى تحقيق مصلحة الطفل الفضلى، وتضع شروطًا ومعايير واضحة لتحقيق هذا الهدف. في هذا المقال، سنتناول موضوع حضانة الأطفال من جوانب متعددة، بما في ذلك القوانين المنظمة، الفئات العمرية، الأمور التي تدعم حق الحضانة، والأسباب التي قد تؤدي إلى سقوطها.
احصل على استشارة محامي مختص بقضايا الطلاق…..تواصل عبر واتساب أسفل الشاشة….
جدول المحتويات
الفرق بين الوصاية والحضانة
الحضانة هي مسؤولية قانونية لرعاية الطفل، وتشمل توفير الاحتياجات الأساسية مثل المأكل والمأوى والتعليم والرعاية الصحية. في الإمارات، يتم التفريق بين الحضانة، التي تتعلق بالرعاية اليومية للطفل، والوصاية، التي تتعلق بالقرارات القانونية والمالية الكبرى.
في الغالب، تكون الأم الحاضن الطبيعي للأطفال في السنوات الأولى من حياتهم، ما لم توجد أسباب قانونية تعيق ذلك. ومع ذلك، يبقى الهدف الأساسي للقانون تحقيق مصلحة الطفل الفضلى.
القوانين المنظمة لحضانة الأطفال في قضايا الطلاق في الإمارات
تخضع قوانين حضانة الأطفال في الإمارات للشريعة الإسلامية والتشريعات المحلية، حيث يُعد القانون الاتحادي رقم 28 لعام 2005 (قانون الأحوال الشخصية) الأساس القانوني لهذه المسائل. وتُحدد الحضانة وفقًا لمصلحة الطفل الفضلى، مع مراعاة السن، الجنس، وحاجة الطفل للوالدين.
عزيزي القارئ، نود إعلامك بأن هذه المقالة مكتوبة على ضوء قانون الأحوال الشخصية رقم 28 لسنة 2005، وسيدخل قانون الأحوال الشخصية الجديد حيز التنفيذ اعتبارا من 15 أبريل 2025، لقراءة أهم المعالم في قانون الأحوال الشخصية الجديد يرجى قراءة المقال التالي…….
الفئات العمرية وأثرها على حضانة الأطفال
يعتبر العمر أحد العوامل الرئيسية في تحديد الحضانة في الإمارات، حيث ينظر القانون إلى احتياجات الطفل في كل مرحلة عمرية بعناية.
- الأطفال حتى سن 11 عامًا (للذكور) و13 عامًا (للإناث): في هذه المرحلة، تُعطى الحضانة عادةً للأم، لأنها الأكثر قدرة على توفير الرعاية العاطفية والنفسية التي يحتاجها الطفل في هذه السن المبكرة.
- الأطفال بعد تجاوز هذه الأعمار: يتم النظر في الحضانة بناءً على مصلحة الطفل. إذا أثبت الأب أنه أكثر قدرة على توفير الاستقرار والرعاية، قد يتم منحه الحضانة.
- الحضانة في حالة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة: تتطلب قضايا الحضانة الخاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة دراسة دقيقة، حيث يتوجب على الحاضن إثبات قدرته على تقديم الرعاية الطبية والتعليمية اللازمة.
للحصول على الحضانة أو الاحتفاظ بها، يجب أن يكون الحاضن قادرًا على إثبات قدرته على تحقيق مصلحة الطفل. هناك عدة عوامل تعزز حق الحضانة، من أبرزها:
- القدرة على توفير بيئة آمنة ومستقرة: يجب أن يتمتع الحاضن بمكان إقامة مناسب وآمن للطفل، يضمن استقراره وراحته.
- توفير التعليم الجيد والرعاية الصحية: الحاضن الذي يضمن تعليم الطفل في مدارس جيدة ويوفر له الرعاية الطبية اللازمة يكون لديه فرصة أكبر للاحتفاظ بالحضانة.
- السلوك الأخلاقي الجيد: يلعب السلوك الأخلاقي والاجتماعي للحاضن دورًا كبيرًا في تعزيز حقه بالحضانة. المحكمة تأخذ في اعتبارها قدرة الحاضن على تقديم بيئة إيجابية للطفل.
- الالتزام بالشروط القانونية: الالتزام بتنفيذ القرارات القضائية المتعلقة بالحضانة، مثل السماح للطرف الآخر بزيارة الطفل، يُظهر مسؤولية الحاضن ويعزز موقفه.
رغم أن القانون يسعى إلى ضمان استقرار الطفل، قد تُسقط حضانة الأطفال في قضايا الطلاق في الإمارات، عن الحاضن إذا ارتكب أفعالًا تهدد مصلحة الطفل أو أخلّ بالشروط القانونية. من بين الأمور التي تؤدي إلى سقوط الحضانة:
- الإخلال بشروط الحضانة: إذا رفض الحاضن توفير التعليم أو الرعاية الصحية المناسبة للطفل، يمكن للطرف الآخر المطالبة بإعادة النظر في الحضانة.
- السلوك غير الأخلاقي أو الإجرامي: أي سلوك يخالف الأخلاق العامة أو ارتكاب جرائم قد يؤدي إلى فقدان الحضانة.
- الإهمال أو الإساءة للطفل: الإهمال الجسيم أو الإساءة الجسدية أو النفسية للطفل تُعتبر أسبابًا مباشرة لسحب الحضانة.
- الزواج الجديد للحاضنة (في بعض الحالات): إذا تزوجت الأم الحاضنة، يمكن للأب تقديم طلب للمحكمة لإعادة النظر في الحضانة، خاصة إذا أثبت أن الزواج الجديد يضر بمصلحة الطفل.
السفر مع الطفل وتأثيره على الحضانة
من الأسئلة الشائعة في قضايا الحضانة هو حق الحاضن في السفر مع الطفل. وفقًا للقوانين الإماراتية، لا يمكن للحاضن السفر بالطفل إلى خارج الدولة دون الحصول على موافقة خطية من الطرف الآخر أو تصريح من المحكمة. هذا الشرط يهدف إلى حماية حقوق الوالد غير الحاضن وضمان عدم تعرض الطفل للاختطاف أو الإبعاد غير القانوني.
دور المحامي في قضايا حضانة الأطفال
نظرًا لتعقيد القوانين المتعلقة بحضانة الأطفال، يصبح دور المحامي أساسيًا في قضايا حضانة الأطفال في قضايا الطلاق في الإمارات في تقديم المشورة وتمثيل الأطراف في المحكمة. يمكن لمحامٍ متخصص في قضايا الأحوال الشخصية:
- إعداد ملف قانوني قوي يدعم موقف العميل.
- التفاوض للوصول إلى اتفاقات ودية لتجنب النزاعات الطويلة.
- تمثيل العميل أمام المحكمة لضمان تحقيق العدالة وحماية مصلحة الطفل.
نصائح للأهل في قضايا الحضانة
-
- التزم دائمًا بمصلحة الطفل الفضلى وتجنب النزاعات الطويلة التي تؤثر سلبًا على حالته النفسية.
- احرص على توثيق جميع الاتفاقات والإجراءات لضمان حماية حقوقك القانونية.
- استشر محامياً متخصصاً قبل اتخاذ أي قرار لضمان الالتزام بالقوانين وحماية حقوقك وحقوق طفلك.
أسئلة شائعة
خلاصة
إن قضايا حضانة الأطفال في قضايا الطلاق في الإمارات، تتطلب فهمًا عميقًا للقوانين الإماراتية والتزامًا بتحقيق مصلحة الطفل الفضلى. تعاونك مع محامٍ متخصص يُمكن أن يكون العامل الحاسم لضمان حقوقك وحماية مصلحة طفلك. رعاية الأطفال بعد الطلاق ليست مجرد مسألة قانونية، بل هي واجب إنساني وأخلاقي يهدف إلى ضمان مستقبل آمن ومستقر لهم.
مقالات ذات صلة:
- النفقة في قضايا الطلاق بالإمارات: الإجراءات والحقوق.
- إجراءات الطلاق في دبي: كل مايضمن حقوقك.
- حقوق المطلقة الوافدة في الإمارات: دليل شامل.
- الطلاق لغير المسلمين في الإمارات: القوانين والإجراءات.
- دليل افضل محامي احوال شخصية في دبي.
محامي متمرس وخبير في القانون الإماراتي، يتمتع بخبرة واسعة في قضايا القانون وتقديم الاستشارات القانونية وتمثيل العملاء في مجموعة متنوعة من القضايا، بما يشمل القضايا التجارية، العقارية، الجنائية، وقضايا الأحوال الشخصية.
حاصل على درجة البكالوريوس في القانون، ويمتلك خلفية علمية متينة ومعرفة عميقة بالتشريعات الإماراتية وأحدث التعديلات القانونية.
تميز أيضاً بمهارته العالية في تحليل القضايا وتقديم دفاعات قوية تعتمد على فهم دقيق للنظام القانوني في دولة الإمارات العربية المتحدة.
فضلاً عن قدرته على إيجاد حلول مبتكرة للمسائل القانونية المعقدة. يسعى دائمًا لتقديم خدمات قانونية تتسم بالاحترافية والجودة، مع الالتزام بأخلاقيات المهنة وضمان حماية حقوق موكليه