في منظومة العدالة الجنائية يمثل مفهوم القتل دفاعا عن النفس في الإمارات نقطة تقاطع دقيقة بين الجريمة والحق.
فالتحدي الأساسي ليس في معرفة عقوبة القتل دفاعاً عن النفس، بل في فهم متى يتحول الفعل إلى عمل مشروع يستوجب الإعفاء من العقاب.
يعتمد حكم القتل دفاعاً عن النفس بشكل كلي على استيفاء شروط محددة لذا تابع معنا لنكشف المتطلبات القانونية التي تحدد متى يكون القتل دفاعاً عن النفس مبرراً.
ابدأ دفاعك الآن واحجز استشارتك الفورية مع أفضل محامي جنائي
جدول المحتويات
متى يكون القتل دفاعا عن النفس مبرراً
يصبح القتل دفاعاً عن النفس مبرراً قانونياً في دولة الإمارات عندما يتم استيفاء أركان وشروط الدفاع الشرعي بدقة متناهية، كما نص عليها قانون العقوبات الإماراتي.
الجوهر هنا هو وجود خطر جسيم يهدد حياة أو سلامة الشخص أو ماله، ولا يمكن دفعه إلا بارتكاب فعل القتل.
لكي يُعتبر هذا الفعل مشروعاً، يجب أن يكون الخطر غير اختياري (أي لم يتسبب فيه المدافع)، وأن يكون فعل الدفاع متناسباً مع درجة الخطر.
المحكمة هي السلطة الوحيدة المخولة لتحديد متى يكون هذا التبرير قائماً فعلياً. وعندما تثبت هذه الشروط، يتحول الفعل من جريمة قتل إلى حق في الدفاع عن النفس، ويصبح حكم القتل دفاعاً عن النفس هو الإعفاء من العقوبة.
عقوبة القتل دفاعاً عن النفس في القانون الإماراتي
يحدد قانون العقوبات الإماراتي حكم القتل دفاعاً عن النفس وفق المبادئ التالية:
- الإعفاء الكلي: إذا ثبتت شروط الدفاع الشرعي بشكل قاطع، تكون عقوبة القتل دفاعاً عن النفس في القانون الإماراتي هي الإعفاء من العقوبة بالكامل.
- الطبيعة القانونية: يُعتبر الفعل في هذه الحالة حقاً مشروعاً ومبرراً (مبدأ الإباحة)، وليس جريمة قتل.
- الضرورة والتهديد: يُشترط أن يكون الفعل ضرورة لدفع خطر حال وجسيم يهدد النفس أو المال.
- شرط التناسب: الإعفاء ليس مطلقاً، ويتطلب عدم تجاوز فعل الدفاع الحد الضروري لدفع الخطر.
- العقوبة المخففة: إذا تم تجاوز الحد الضروري للدفاع، تنتفي صفة الإباحة ويُعاقب الجاني بعقوبة تقديرية مخففة بدلاً من البراءة.
حكم القتل دفاعاً عن النفس.
يُعتبر حكم القتل دفاعا عن النفس في قضايا القتل في القانون الاماراتي هو الإعفاء التام من العقوبة، شريطة أن يتم إثبات الدفاع الشرعي وتوافر جميع شروطه وأركانه المنصوص عليها في قانون العقوبات الإماراتي.
هذا الحكم هو استثناء صريح يُبرّر الفعل الذي قد يُكيف في ظروف أخرى كـ قتل عمد. ولإصدار حكم البراءة يجب على المحكمة التأكد من أن الفعل كان ضرورياً لدفع خطر حال وجسيم.
لذا، يُعد الفهم العميق لـ الفرق بين القتل العمد والقتل غير العمد ومقارنته بالدفاع الشرعي، هو المحور الذي يحدد ما إذا كان المصير هو البراءة أو الإدانة بعقوبة مخففة للتجاوز.
شروط القتل دفاعاً عن النفس في القانون الإماراتي
لكي يُعتبر القتل مبرراً قانونياً ويؤدي إلى الإعفاء من العقوبة بالكامل، يجب أن تثبت أمام المحكمة استيفاء هذه الشروط الجوهرية، والتي تنقسم إلى شروط تتعلق بالخطر وشروط تتعلق بفعل الدفاع:
أولاً: شروط الخطر (الاعتداء)
يجب أن يكون الاعتداء الذي أدى إلى القتل مستوفياً للشروط التالية:
- أن يكون الخطر حالاً ومحدقاً: أي وشيك الوقوع أو بدأ فعلاً. لا يُسمح بالدفاع الشرعي لدفع خطر متوقع في المستقبل أو حدث وانتهى.
- أن يكون الخطر جسيماً: يجب أن يهدد الخطر حياة المدافع أو سلامته الجسدية (أو حياة وسلامة شخص آخر)، أو يهدد المال بخطر لا يمكن تلافيه إلا بالقتل.
- أن يكون الخطر غير مشروع: أي صادر عن فعل يُعاقب عليه القانون (فعل عدواني).
- أن يكون الخطر غير اختياري: يجب ألا يكون للمدافع أي يد في افتعال أو التسبب في الخطر الذي يهدده.
ثانياً: شروط فعل الدفاع (القتل)
يجب أن يستوفي فعل الدفاع الذي أدى إلى القتل الشروط التالية ليكون مبرراً:
- الضرورة المطلقة (التعذر): يجب أن يكون القتل هو الوسيلة الوحيدة الممكنة لدفع الخطر، بحيث يتعذر على المدافع الفرار أو الاستعانة بالسلطات في حينه.
- التناسب: يجب أن يكون فعل القتل متناسباً مع طبيعة الخطر الواقع على المدافع. بمعنى أن رد الفعل لا يتجاوز القدر اللازم لرد العدوان. فإذا تجاوز فعل الدفاع هذا الحد الضروري، يُعتبر الجاني متجاوزاً لحدود الدفاع الشرعي، ولا يُعفى من العقوبة بل تُخفف عنه.
لماذا تحتاج إلى محامي جنائي في قضية القتل دفاعا عن النفس
إن إثبات القتل دفاعاً عن النفس هو معركة قانونية دقيقة تتطلب خبرة متخصصة، حيث يضمن لك المحامي الإماراتي الجنائي ما يلي:
- إثبات شروط الدفاع: خبرة متخصصة في قانون العقوبات الإماراتي لضمان إثبات توافر شروط القتل دفاعاً عن النفس بدقة، وهو الفارق بين البراءة والإدانة.
- تجنب التجاوز: تحليل دقيق للوقائع لتفادي الوقوع في تجاوز حدود الدفاع الشرعي، الذي يؤدي إلى الإدانة بعقوبة مخففة.
- تقديم الدفوع الصحيحة: ضمان تقديم الدفوع القانونية السليمة وإنجاح عملية إثبات الدفاع عن النفس أمام المحكمة الإماراتية.
- تأمين حقوقك: توكيل محامي جنائي متخصص لتقييم موقفك القانوني وتأمين حقوقك بشكل احترافي.
الأسئلة الشائعة
أبرز الأسئلة التي تطرح حول مقالنا القتل دفاعا عن النفس
يتضح أن المسار القانوني لقضايا القتل دفاعا عن النفس في الإمارات هو طريق شائك، يعتمد بالكامل على النجاح في إثبات شروط القتل دفاعاً عن النفس أمام المحكمة.
سواء كان الحكم هو الإعفاء من العقوبة أو العقوبة المخففة بسبب التجاوز، فإن القرار الحاسم يستند إلى الأحكام الصارمة لـ قانون العقوبات الإماراتي.
لتأمين موقفك وتجنب أي خطأ إجرائي قد يكلفك حريتك، يجب التعامل مع قضيتك بناءً على فهم دقيق للمرجع القانوني الإماراتي
للبدء الفوري في الدفاع عن نفسك، تواصل معنا عبر زر الواتساب الآن.
المصادر:
مرسوم بقانون اتحادي بإصدار قانون الجرائم والعقوبات

محامي متمرس وخبير في القانون الإماراتي، يتمتع بخبرة واسعة في قضايا القانون وتقديم الاستشارات القانونية وتمثيل العملاء في مجموعة متنوعة من القضايا، بما يشمل القضايا التجارية، العقارية، الجنائية، وقضايا الأحوال الشخصية.
حاصل على درجة البكالوريوس في القانون، ويمتلك خلفية علمية متينة ومعرفة عميقة بالتشريعات الإماراتية وأحدث التعديلات القانونية.
تميز أيضاً بمهارته العالية في تحليل القضايا وتقديم دفاعات قوية تعتمد على فهم دقيق للنظام القانوني في دولة الإمارات العربية المتحدة.
فضلاً عن قدرته على إيجاد حلول مبتكرة للمسائل القانونية المعقدة. يسعى دائمًا لتقديم خدمات قانونية تتسم بالاحترافية والجودة، مع الالتزام بأخلاقيات المهنة وضمان حماية حقوق موكليه